تأبين الحاج محمد أفيلال: حفل مهيب في الرباط يخلد ذكرى قائد الحركة الكشفية
في أجواء مليئة بالتقدير والاحترام، نظمت القيادة العامة لمنظمة الكشاف المغربي حفل تأبين للفقيد الحاج محمد أفيلال العلمي الإدريسي، القائد العام ومؤسس منظمة الكشاف المغربي، وذلك يوم الجمعة 6 شتنبر 2024، في قاعة علال الفاسي بالرباط. هذا الحدث كان بمثابة تكريم لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات التي قدمها الفقيد في مجالات متعددة.
افتتح الحفل في الساعة الرابعة بعد الزوال، بحضور شخصيات بارزة من مختلف المجالات، بما في ذلك الأمين العام لحزب الاستقلال، ووزراء، وبرلمانيون، وعائلة الفقيد وأصدقائه ورفاقه، فضلاً عن شخصيات سياسية ودبلوماسية وحقوقية ونقابية. وقد أضفى هذا التنوع في الحضور طابعًا خاصًا على المناسبة، حيث اجتمع الجميع لتكريم ذكرى رجل ترك بصمة واضحة في المجتمع.
تميز الحفل بتلاوة برقية التعزية التي بعث بها الأمير مولاي رشيد، رئيس الجامعة الوطنية للكشفية المغربية، والتي تعبر عن مشاعر الحزن والأسى لفقدان هذا القائد الكبير. وكان لهذه الرسالة تأثير عميق على الحضور، حيث أعادت إلى الأذهان الإنجازات التي حققها الفقيد في مجالات الخدمة العامة والعمل الكشفي.
ألقى نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، كلمة استعرض فيها مناقب الفقيد الوطنية والكشفية والسياسية. أشار بركة إلى كيف أن الحاج محمد أفيلال كان نموذجًا للقيادة الحكيمة، حيث قاد العديد من المبادرات الاجتماعية والثقافية التي أسهمت في تحسين حياة الشباب المغربي. وأكد أن الفقيد كان يجسد القيم النبيلة للحركة الكشفية، من صدق وأمانة وتفاني في العمل.
تخلل الحفل تقديم شهادات من قيادات كشفية عربية ووطنية، حيث أكدت جميعها على أهمية وعطاء الفقيد في مجالات مختلفة، مما يعكس مكانته الرفيعة في قلوب محبيه. تحدث بعضهم عن كيف أن الحاج أفيلال كان مصدر إلهام للعديد من الكشافين، وأن قيمه ومبادئه ستستمر في التأثير على الأجيال القادمة.
أثناء الحفل، تم عرض مقاطع فيديو وصور توثّق لحظات من حياة الفقيد، مما أضاف بُعدًا إنسانيًا للمناسبة. شهد الحضور مجموعة من الذكريات الجميلة التي شاركها المقربون من الفقيد، حيث تم تسليط الضوء على شخصيته القوية وروحه المعطاءة.
وفي ختام الحفل، قدم الأمين العام لحزب الاستقلال هدية لأسرة الفقيد، كما قامت القيادة العامة لمنظمة الكشاف المغربي بتقديم هدية مماثلة. كانت هذه الهدية رمزًا للتقدير والاحترام، وتعكس عمق العلاقة بين الفقيد ومنظمته وأصدقائه. وقد تم التأكيد على أن ذكرى الحاج محمد أفيلال ستظل حية في قلوب جميع الذين عرفوه وعملوا معه.
هذا الحفل التأبيني لم يكن مجرد مناسبة لتذكر الفقيد، بل تجسيدًا لقيم التعاون والمحبة التي عاشها في حياته. لقد كان الحاج محمد أفيلال مثالًا للإنسانية، وسيظل أثره حاضرًا في المجتمع المغربي، سواء من خلال إنجازاته أو القيم التي زرعها في قلوب محبيه ومريديه.
إن الحاج محمد أفيلال لم يكن مجرد قائد كشفي، بل كان رمزًا للتضحية والإخلاص، مما يجعله مثالًا يحتذى به في العمل الاجتماعي والإنساني. فقد ساهم في بناء مجتمع متماسك يتمتع بقيم التعاون والتضامن، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة المغاربة كأحد الرواد الذين ساهموا في تطوير الحركة الكشفية في البلاد.